وردة الجزائرية.. المخضرمة التي جمعت المجد من طرفيه

[justify]40عاما ولا تزال تقدم الإبداع.. رغم رحيل العمالقة الأحباب.. ووطأة المرض والغربة


عندما ندخل مملكتها تختلف المعايير فنحن امام صوت لا يعرف التعب ولحن بديع، وكلمة معبرة، اغنياتها سكنت شفافنا وحفظتها الذاكرة، نستطيع ان نطلق عليها لقب «المطربة المخضرمة» فقد عاصرت الكبار واطربت الملايين، وحين جاء التحدي الاصعب برحيل العمالقة والكتاب والملحنين المتميزين، وفرض العصر الجديد ايقاعه السريع، استطاعت ان تسبح في تياره، وواكبت مسيرته لتبدع اجمل الاغنيات ويعشقها الشباب والجيل الجديد كما عشقها الجيل القديم.

وردة الجزائرية مطربة عملاقة جمعت المجد من طرفيه، وكأنها تمديدا للماضي ويدا للحاضر، اغنياتها وافلامها تجعل لها صورتين، واحدة دافئة في الذاكرة حينما نستذكر «الوادي الكبير» مع الموسيقار السوري صباح فخري و«حكايتي مع الزمان» و«صوت الحب» واغنياتها «العيون السود» و«لو لا الملامة» و«اوقاتي بتحلو» وغيرها الكثير وصورة عاصرها جيل الشباب ابتدأت مع الموسيقار صلاح الشرنوبي بأغنية «بتونس بيك» و«حرمت أحبك» و«جرب نار الغيرة»، لتحجز مكانين وتذوب الفارق بين الزمنين كأنها تماهت مع المرحلتين وظلت متوجة كأهم مطربة عربية استطاعت الاستمرار بعد رحيل العمالقة واثبات قدراتها رغم المرض والغربة والمعاناة.



الاسم والميلاد:



الفنانة وردة الجزائرية اسمها الحقيقي وردة محمد فتوكي من مواليد 22 - 7 - 1932م ولدت في باريس في الحي اللاتيني من اب جزائري وام لبنانية كان والدها يمتلك مطعما ما لبث ان تحول الى ملهى في فرنسا ومن سماعها للغناء فيه عشقت الغناء وغنت لاول مرة في برنامج للاطفال بالاذاعة الفرنسية اغنية «يا امي يا أمي اسمك دائما في فمي» وبعد ذلك انتقلت العائلة الى بيروت لتحترف الغناء وعمرها 17 عاما في احد ملاهي محلة الزيتون وكان اول حفل غنائي عام تشارك فيه هو حفل ليالي اضواء المدينة الذي نظمته الاذاعة المصرية في دمشق اثناء الوحدة وشارك فيه عبدالحليم حافظ وصباح وغنت وردة عن المناضلة الجزائرية لـ جميلة بوحيرد اغنية مطلعها: «كلنا جميلة البطلة النبيلة» وذلك رغم انها لم تكن قد زارت بلدها الجزائر مطلقا.



بداية المشوار الفني



بعد النجاح الذي حققته وردة في حفل دمشق نقلت نشاطها إلى القاهرة والتقت الموسيقار الكبير رياض السنباطي الذي قدمها في أول حفل لها في القاهرة عام 1960 بلحن «حاقولك حاجة» لتبدأ رحلة الشهرة والاضواء على يد واحد من عظماء الموسيقى العربية، ولم تستمتع وردة طويلا بنجاحها حيث انتشرت اشاعة عن وجود علاقة تربطها بالمشير عبدالحكيم عامر لترحل بعدها من مصر إلى الجزائر، حيث تزوجت من الضابط جمال قصر واعتزلت الغناء بعد ان اشترط عليها الابتعاد عن الساحة بسبب الغيرة الشديدة وانجبت ابنها رياض تيمنا بالموسيقار رياض السنباطي، كما انجبت ابنتها وداد التي تزوجت وانجبت لها حفيدتها دلال، ولكن عشقها للغناء هو الذي دفعها إلى الانفصال عن زوجها الاول لتعود إلى الغناء ويلحن لها بليغ حمدي وتزوجت منه بعد فترة قصيرة من انفصالها الاول وتحديدا عام 73م واستمر زواجهما حتى عام 1979 وخلال هذه الفترة لحن لها بليغ عدة اغنيات، وكان طلاقها المفاجئ من الموسيقار بليغ حمدي بسبب الإشاعة التي تناثرت حول علاقته بالمطربة المغربية سميرة سعيد.

بعدها شعرت وردة الجزائرية باحتياجها الشديد لوجود رجل بجانبها يؤنس وحدتها بعد طلاقها فتزوجت الناقد الفني عصام بصيلة الذي ترجع معرفتها به منذ قدومها القاهرة وصداقته بالعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ فكان قرار الزواج وبالفعل تزوجت وردة من عصام بعقد عرفي لظروفه العائلية ولعدم جرح شعور زوجته وابنائه واحتفظ كل منهما بنسخة من العقد واستمرت الحياة الزوجية بينهما لمدة طويلة شابها العديد من الخلالفات والفراق والعودة ولكن مع عودة وردة للتعاون الفني مع بليغ حمدي اندلعت نيران الغيرة في قلب عصام مخيرا وردة ما بين استمرار الحياة الزوجية أو العودة الفنية لبليغ حمدي.

وفي احد الايام اثناء قيامها بترتيب اوراقها لاحظت عدم وجود العقد العرفي للزواج لتتصل بمحاميها ويسألها بدوره عن رغبتها في العودة أو الانفصال وبالفعل قام المحامي بارسال خطاب رسمي لعصام بصيلة يخبره فيه بطلب موكلته، مشيرا إلى انه غاب عن منزل الزوجية وهذا ما يمثل ضررا بالغا على موكلته فاذا لم يعد في الوقت المحدد لا ستئناف حياته الزوجية فانها ستعد العقد مفسوخا وستطالبه بتعويض مادي عن الاضرار النفسية والادبية التي اصباتها والخطاب بهذه الصورة طلب فسخ للعقد العرفي وانتهاء مدة الانذار تعني ان الطلاق قد تم وبالفعل لم يحضر عصام وتم الانفصال وتنازلت وردة عن أي تعويض مالي.



نجاح فني متميز



وغنت الفنانة الكبيرة وردة بمختلف اللهجات ومنها الخليجية على موسيقي وألحان ابو بكر سالم «يا مروح بلادك وسيبوه» وبالليبية غنت لحنا لناصر المزداوي كما غنت بالفرنسية والعربية وإلى جانب نجوميتها في الطرب والغناء شاركت وردة في بعض الافلام السينمائية بالتمثيل والغناء وكذلك شاركت في بعض الاعمال الدرامية ابرزها مسلسل «الوادي الكبير» مع الموسيقار السوري صباح فخري.

ومع بداية الالفية تعرضت الفنانة الكبيرة وردة لالتهاب بالكبد ما جعلها تخضع لزراعة كبد ومن بعدها اجبرها الاطباء على الخضوع للراحة وايقاف جميع التزاماتها الفنية وبعد التحسن الطفيف لصحتها شاركت في حفل زفاف الملحن والموسيقار المصري امير عبدالمجيد في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، لكن المرض الخبيث داهمها واخذ يهاجمها بضراوة شديدة ما داعها إلى الخضوع لبرنامج علاجي مكثف تضمن العلاج بالكيماوي الأمر الذي أدى إلى سقوط شعرها فسافرت إلى الجزائر وابلغت اصدقاءها انها لن تستطيع العودة إلى مصر مرة أخرى إلا بعد التأكد من شفائها لأنها الآن في اشد الحاجة لأن تكون قريبة من أهلها واقربائها وسعت وردة للعلاج وكانت تتلقى جلسات علاج مكثفة في باريس ولندن وأدى هذا العلاج إلى فقدانها 35 كيلو غراما من وزنها ما اثر على ملامح وجهها بشكل ملحوظ ودفعها إلى الابتعاد عن عدسات المصورين وكذلك اعتذرت عن مهرجان الدوحة الثقافي ولم تكمل البومها، وقد يئست من العلاج الكيماوي فانتقلت إلى العلاج بالحقن ثم المسكنات لتخفيف الآلام، وفور تسرب خبر انتشار السرطان في جسم وردة اصيب الكثير ون من الوسط الفني بالهلع والخوف على مصير فنانة كبيرة نذرت حياتها وعمرها لتقديم رسالتها الفنية على أكمل وجه.



سنوات الحب مع بليغ حمدي



اعتزلت وردة الغناء لسنوات طويلة بعد زواجها لكنها ما لبثت ان عادت إليه مرة أخرى عندما طلب منها الرئيس الجزائري هواري بومدين ذلك مجددا وفي عيد استقلال الجزائر في عام 1972، فعادت للغناء في القاهرة مرة أخرى وكونت مع الموسيقار بليغ حمدي ثنائيا فنيا لايمكن ان يتكرر في هذا العصر، حيث غنت له العديد من الاغاني الطربية التي رسمت لوردة لونا غنائيا جميلا.

ولعل زواجها الذي استمر سبع سنوات وقصة الحب الشهيرة التي دارت بينها وبين بليغ حمدي هو ما جعلها تقترب منه اكثر واكثر وتفوز بأجمل الاغناني وكان ميلادها الفني الحقيقي في اغنية«اوقاتي بتحلو» التي اطلقتها في عام 1979 في حفل فني مباشر من الحان الراحل سيد مكاوي. ولهذه الاغنية قصة جميلة جدا حيث كانت تنوي كوكب الشرق أم كلثوم تقديمها في عام 1975 لكن الموت فاجأها لتعيش سنوات طويلة في ادراج سيد مكاوي حتى جاء دور وردة في غنائها وقدمتها كأفضل ما غنت حتى الان، شفافية الكلام الرقيق وروح ام كلثوم التي يشعر بها المستمع في حنايا هذا العمل الجميل وكان له بالغ الاثر في نجاحها فالكلمات كانت موغلة في الحب والصدق والرجاء المبطن كما ان اهتمام عبدالوهاب بصوتها منحها طاقة فنية هائلة فتواجدت وسط الزخم الهائل من العمالقة في الساحة الفنية انذاك وإلى جانب ام كلثوم وحليم وفريد الاطرش.



الافلام التي شاركت فيها



شاركت وردة الجزائرية في العديد من الافلام منها:«المظ وعبدو الحامولي» مع عادل مأمون ومع رشدي اباظة، أميرة العرب، وحكايتتي مع الزمان وكذلك مع حسن يوسف في فيلم«صوت الحب» وكان أول افلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.



اعمال وردة الخالدة



قدمت وردة العديد من الاغاني التي اصبحت كتاريخ لمشوارها الفني ومنها اوقاتي بتحلو، احبابنا، ياعيني، ومقادير لطلال مداح، ومادريتوش، وبودعك، وما تعودناش، وأوراق الورد، واسمعوني.



من البوماتها الفنية



طرحت وردة عددا كبيرا من الالبومات منها«أغاني الحب» و«نار الغيرة» و«ارجع لحياتك» و«حرمت احبك» و«روحي وروحك» و«أنا ليا مين غيرك» حيث عملت فيها مع عدد من الشعراء والملحنين ومنهم بليغ حمدي وكمال الطويل وصلاح الشرنوبي وسعيد مرسي ومرسي جميل ومحمد حمزة وعمر بطيشة. وظلت وردة لاكثر من 40 عاما تقدم العطاء الغنائي والفني خلال رحلة من الطموح والاجتهاد والرغبة في اثبات الذات وسط العمالقة الذين بدأت معهم اواخر الخمسينيات ووسط الشباب الذين استعادت معهم حيويتها وحماستها لتقديم الجديد دائما وبالفعل فهي فنانة تعشق الاصالة والتجديد في آن واحد.



[/justify]



[b][u]

]i]والله فعلا إنسانة شامخة وعظيمة لا تعرف في حياتها الملل ولامعنا التعب تتحدا كل الصعاب لأجل مشوارها الفني الأصيل

إمبراطورة وعملاقة و ملكة بمعنى الكلمة تتربع على عرش الفن الاصيل

وردة مهما كتبت أقلامنا وعبرت عنك عن مشوارك الحافل الطو يل بمحطا ته الجميلة الرائعة

لا نستطيع إعطاء حقك بالكلمة

ملاك . حب . حنان . رمنسية . إبداع . فن . اصالة

لا ولم ولن نشبع من روحك الز كية ينثر العبيرا منها بروا ئعك[/i]

احبك احبك وردة

شكراااااااااااااااا يا شدى ولا تحرمينا من مشاركاتك المتميزة

انا سعيد جدا يا شذى ان مشاركاتي نالت اعجابك
شكرا للتشجيع